jeudi 4 décembre 2014

كلمة سواء



على أبناء شريحة البيظان أن يكونوا متفهمين منصفين لما عانته وتعانيه شريحة لحراطين من تهميش وظلم في ظل الدولة وما قبلها؛ مقولة واقعية أضحت لها من يتبناها،
ويدافع عنها بقوة داخل شريحة البيظان نفسها.

لا يمكننا حين نتمثل القياس الموضوعي أن نتوقع من من ولدوا من رحم المعاناة تجاوز ماضيهم المؤلم بسهولة.

(المرء ابن بيئته كما يري ابن خلدون( كيف ذلك .......؟ ظاهرة السيبة في البلاد السائبة كانت وراء الاستعباد وليس الدين.... الدين جاء ليحارب الرق؛ وبالدين أيضا كرس الفقهاء الاسترقاق؛ فلم يسجل تاريخ الصلاح والورع والتدين لهؤلاء الفقهاء استنكارا أو رفضا أو معارضة لهذه الظاهرة ؛ انتهكت الأعراض و استغل الإنسان الإنسان؛ قصص ومشاهد تروي يرفضها الضمير والحس الإنساني.

مع انتهاء فترة السيبة وبزوغ فجر الدولة المدنية ؛ سعي إخوتنا لحراطين وحلموا بوطن واحد يعيد لهم الأمل ويعوضهم الأضرار النفسية والمعنوية لعقود السيبة ؛ ظن المستضعفون من أبناء هذه الشريحة وغيرها انه في عصر الدولة والوطن الجامع ستتاح لهم فرصة العيش الكريم بلا من ولا أذا.

فما الذي حدث .............؟

تشير المعطيات إلي أن جيل الاستقلال سعي بصدق إلي زرع روح الدولة في أذهان الأجيال الأولي دون تمييز؛ كان الأمل ممكنا وقائما في تشييد وطن بأسس ومرتكزات حقيقية وقبل أن نصل؛ اختطفت الدولة حين عزم الرئيس المختار علي مواجهة فساد كبار الضباط واستباحتهم للمال العام وجمع الثروة؛ لكن عزيمة هؤلاء الضباط علي مواصلة الفساد كانت اقوي؛ انتصرت القوة العسكرية ولازالت تنتصر.

.......... انتزعوا من الرئيس الثقة التي لم ينلها منهم؛ أضحت السلطة بيد العسكر يصرفونها حسب نزواتهم والي غاية اليوم.

عادت القبيلة والمحسوبية والجهة بشكل غير مسبوق (في تعليمك؛ في صحتك؛ في حقك أمام القضاء؛ الوساطة في كل شيء).

لا أمل في التشغيل إلا بوساطة؛ لا اكتتاب لا ترقية إلا بوساطة؛ لا قيمة لمجهودك؛ لا معني لكفاءتك؛ تدبر أمرك.

بجرة قلم ظالمة يتصرف الحكام والولاة في الأراضي العقارية؛ يوزعونها علي ذويهم وعشيرتهم ومن يشاءون.

وبجرة قلم أخري أكثر جورا و ظلما يتلاعب الولاة والحكام بالعقارات الزراعية يوزعونها علي رجال الأعمال وأصحاب النفوذ ويحرم سكان الضفة؛ من عمروها وتوارثوها كابرا عن كابر بحجة عدم امتلاكهم المال الكافي لاستغلالها؛

حجة واهية: اقترض هؤلاء المستفيدون المليارات من مؤسسة القرض الزراعي؛ وبدون نية التسديد؛

لم يزرعوا الأرض ولم يعمروها بل عاثوا فيها خرابا وفسادا وهي اليوم خاوية علي عروشها؛

أليس هذا تحايلا بالوطن ومقدراته ..............؟

أهذه دولة المواطنة التي حلمنا بها ...........؟

فعلا الدولة حاجة بشرية وضرورة اجتماعية ... و ليست وحيا مقدسا (بعد تخليها عن واجبها)الدولة عقد اجتماعي نتنازل فيه عن بعض حرياتنا لأجل المصلحة العامة ومقابل حقوق وواجبات للفرد ؛ كل فرد ....وحين لا نجد من هذه الحقوق سوي سلطة جائرة تغتصب حقوقنا وتسلب حريتنا وتتسلط علينا ... فأي فائدة لهذه السلطة ..............؟

علينا جميعا أن نفهم أوعلي الأقل نحاول فهم السلوك العنصري لبيرام .... بيرام ظاهرة متوقعة أنتجتها الظروف التي عاصرها وشاهد فيها كل أصناف الفوضى:

طريقة تداول السلطة؛ استغلال النفوذ في المآرب الشخصية والقبلية ؛ التحايل علي القانون ؛ نهب المال العام لمن قدر عليه (إلا من رحم ربك) ؛ غياب الروح الوطنية في المجتمع لتحل محلها القبيلة والجهة ؛ مبادرات التملق والنفاق ؛الرشوة والصفقات المشبوهة الخارجة عن القانون.

نحن من مهد الطريق وهيأ الظروف المثالية ليكون بيرام رمزا وليجد ما يقوله ؛ العيب فينا وبما كسبت أيدينا (سلطة ومجتمعا).

ما ذنب بيرام إذا .. أليس جزءا من هذا العالم السائب ..........؟

للمناضل الحقوقي بيرام ولد الداه ولد أعبيدي كامل الحق في رفع صوته عاليا ضد الظلم والمحسوبية والتلاعب بالوطن ومقدراته ...... له الحق في المطالبة بتطبيق القانون والعدالة الاجتماعية؛ وليست كل أقواله وأفعاله حقا بل له زلات وسقطات تضر كثيرا بقضيته.

أما الطرح العنصري المقابل لعنصرية بيرام والذي بلغ عدد المعجبين بطرحه 60الف؛ تنادي بقومية البيظان؛ وأحقية البيظان بالدولة؛ فتلك مصيبة حزينة لا نحتاجها تماما مثل عدم حاجتنا للمزيد من النصوص القانونية الفارغة من محتواها والتي تحرم عبثا الانقلابات والرق والفساد و و و ..

نحتاج فقط إلى دولة مدنية تجمعنا؛ توحدنا؛ تمنحنا المساواة والعدالة دون تمييز؛ تحترم القانون وتعتمد مبدأ الديمقراطية في اختيار من يحكمنا.

نحتاج إلى مصارحة ذاتية وإعادة قراءة واقعنا المزعج ....سبيلا إلى النهوض بوطننا قويا متماسكا مزدهرا متصالحا مع بعضه .... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
حفظك الله يا وطني
                      محمد محمود ولد الناه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire