dimanche 26 août 2012

عبــدا أدافـــع عــــن حـريتـــي



إرسال إلى صديقطباعةPDF
altأمعن النظر فلا سوي أربعة جدران متهالكة بالرغم من حداثة عمرها بالترميم، وباب حديدي صلب رسمت علي واجهته بصمات مجرمين من شدة القرع الذي ألفه وألفهم.
الق السمع فلا اسمع سوي أصوات طائرات مزعجة تحاول الهبوط أو الإقلاع، أو قرع نعل احد الحرس الغاضبين، وهو يحاول الولوج الي احدي العنابر او الزنازين، بعد ان أزعجه احد السجناء المتهورين بدق بابها الرمادي.
وبين هذا وذاك اجلس متأنيا محاولا ان أرخي السدول علي "سيزفية" السجن التي الفتها ليتسنى لي رسم تحفة خيالية عن ما يدور خارج كواليس السجن من همس ولمس كي اشد بها أزري.
وعلي غفلة من أمري وعن جانبي الأيمن سمعت صوتا خافتا وكأنه يهمس لي " استمع لما يوحي إليك"، فهرولت نحوه فتراعي لي مذياع إمامنا المناضل وهو يهمس لي قائلا: ان نائب رئيس "ايرا" قال كذا وكذا...والناطق الرسمي قال كذا...وايرا تنظم وقفة أمام وزارة العدل، وبعدها أخري أمام الإذاعة العنصرية، وسمعت أصوات المناضلين مرتفعة تبعث بأغاني من قبيل "اطلسوهم اطلسوهم ولل بين زيدهم"، والكل مؤمن بثالوث المبادرة الشهير، إما المستشفي او السجن او الموت. لان الحرية لا تهدي علي طبق من ذهب وان الله "في عون العبد مادام العبد في عون أخيه". حينها وعلي عجالة من أمري يممت وجهي شطر المسجد الحرام وسجدت..."أفلا أكون عبدا شكورا".
وعلي شفي جرف هار من مقصلة أعدت سلفا من اجل واد بنات أصوات العبيد والعبيد السابقين الذين لم تجدي معهم وسائل الترغيب والترهيب نفعا.
تلك المقصة الصماء التي أعدت من طرف حاكم  "مازوشي" مغرور، يظن انه ظل الله في الأرض، وانه يستمد شرعيته من السماء، وملاك عبيد مهيمنين يمتطون الدين من اجل الأبهة والظهور والتحايل والطمع بجنة أسبابها مغلوطة، اصدح مليء حنجرتي " ان أعيش عبدا أدافع عن حريتي خير لي من ان أعيش حرا تحت ظل العبودية".
بقلم: عابدين ولد معط الله
 من السجن المركزي 26/08/2012

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire