اعتقلت أيها الصحفي عبيد ولد اميجن بعد تصريحك لإحدى القنوات العربية على اثر ماعرف بمحرقة الرياض ’اعتقلت لأنك مناصر للضعفاء ولان مقالاتك تقض مضاجع الطغاة,وقد أصبح يساورني شك وهو انه إذا ماقدر للواحد منا أن يجوب شوارع العاصمة وبيده نسخة من الإنجيل أو رواية الخبز الحافي أو كتاب لكارل ماركس فان النيابة ستصدر مذكرة في حقه بتهمة الإرهاب أو المساس بنكتة الشعور العام . أنت في السجن لأنك قلت إن الظلم في أي مكان تهديد للعدالة في كل مكان.
أنت تقبع في السجن حيث لا سلطة ولاصوت يعلوان على صوتك اقبع حيث قبع هنري غارنيت ذي التسع سنين ممسكا طرف صبر قبائل الكوكرز الأمريكية و حيث أبدع خطاب مؤتمر البافلو للملونين والعبيد ’اقبع حيث القضبان تحمي الأحرار بينما الجبناء في وهم الحرية وشوارع العار يدفعون حرية أفكارهم فواتير لحريتهم الحقيقية ’اقبع حيث كان أنبياء الله من يوسف يؤول حلم القابعين في ظلام الشك ’وحيث المسيح ينتظر لقاء الحق القدير ,فالسجن مدرسة الأخيار لا أريكة الأشرار ففيه كان ينجز باتريك هنري أعظم انتصارات الكلمة وأي تاج تضعه علي راسك الموبوء بالرفض والمنهك بالحق ’فحيث أنت أيها العبد كان يوحى الى مالكوم اكس من كتاب الثوار آياته الأولى ،حيث أنت أيها الزنباق كانت جنية العبيد توحي الى كينج من كتابها الخالد آخر صفحات من كتاب أصفاد العبودية المقيتة ’الصحفي عبيد ولد اميجن لم يورثك أباك الذي كتب من سجن برمينغهام أعظم خطاب في العالم وهو يتهم بالعنصرية ومؤازرة الضعيف لم يورثك في هذ الجزء من الأرض المدنسة بالانتهاكات الاانسانية إلا قلما فياضا بحبر النقد اللاذع والموضوعي إلا صوتا يصدح عندما تنتهك أعراض بني البشر وحين تضيق ارض الله على المستضعفين ويعشش الخوف في الحناجر’فالتعلم أيها العبد الأبق إن سيد الكلمة في ارض اهانة الكلمة والرأي إن لم تجد نفسك ذات يوم حيث أنت الآن فاعلم انك تسجن في رئتك شهيق الحق وزفير الرفض .ففي بلاد المهانة الصحفية والاحتقار الإنساني منزل الشرفاء الذي يتسع لهم دوما هو أربعة جدران بائسة تحد من الحركة الجسدية ولكن تفشل في تقليص معدل العطاء الفكري والإبداعي لدى العظماء من أمثالك .
فمن ياترى يكتب من بعدك ثمانون مقالا في المستعبدين والمعبدين ومن للحقوقيين المساكين في بلد سلطته تجهل أبجديات الحق بل تجعل من حقها التدخل في التشريع السماوي والأرضي لتلتهم ليس حقوق البشر على الأرض بل الأجنة التي لا زالت في بطون أمهاتها .
أنت متهم بالصحافة المهنية متهم بالتنوير متهم بجريمة هاريت بثمان ذي التسعة عشرة دورة بين نار الجنوب الاستعبادي وخط النجاة الذي يفضي إلى سكة حديد الإنفاق الشمالية إلى ولاية النور آنذاك وهي تحمل مسبحة من العبيد التواقين إلى الحرية ,فيا بطل امستاد جوزيف سنك الذي ينتشل مئة عبد من على سفينة الرق المبحرة ليعيد الأمل من جديد لشطان إفريقيا المشمسة وظلال غابات نخيلها المنتشرة حيث ليسمع إلا زئير الأسود. إن فقدان الحرية لأي فكر معطاء لهو اشد من الموت ولكن أيدرك الطغاة إن لن تصمد أمام قوة الكلمة الصادقة أجهزة أمنهم المدرعة بالخوف والمدججة بالجوع .
فبعد انقلاب عزيز على الشرعية كنت على يقين ان الصحافة تدخل عصر الظلام وقد ثبت ذالك فالاعتداءات المتكررة على الصحافة الجادة في تزايد ’ولا ننسى أنك حصلت على النصيب الأوفر من القمع بل إن ضابط الشرطة الذي مدحك وهو قادح قائلا إنك مجرد عبد لاصحفي والاعتداء وإفساد الأجهزة التسجيلية وقرصنة لموقع اينيت بتواطؤ الجميع ’وقد تمت عرقلة مراسل الريترز ومنعه من مواصلة الرحلة إلى اينال نافورة الدم في السنة الماضية ’وكان أخر الاعتداءات على فريق تلفزيون فيتير ميجيا السنغالي في سوق السبخة فماذا تبقي كي نشيع جثمان الإعلام الجاد ونحتفي بخلو الساحة لصحافة القبائل والتيارات الرجعية ’
أنت تدافع عن الآلاف من المغلوبين على أمرهم حين كان من المفترض أن يكونوا محميون منك ’الآن أدرك أكثر من أي وقت مضى انك مجرد صحفي تقدمي متخصص في مؤازرة المستضعفين من الطبقات التي تطحنها أضراس الشر تمتص دماءها مخلوقات أو فايمبيرات النظام ألجنرالاتي
أو تدرك ألان انه كان عليك أن تسبح مع التيار؟ وتترك العالم الموحش حيث يتخلى عنك رفقاء القلم والكلمة ’وتترك الحق والتنوير والتنظير لدولة المجانين وتودع التقشف وضنك العيش ؟
ولكن بالطبع كان هذ سيكون سهلا لولا انك لا تفهم في المهادنة في المهنية شيئا فللنظام مصفقون وللعبيد تنوير يون بالطبع في الدين والقانون الحاد ولكن كيف سيعلم الناس أن هذين العلمين شهدا تطورات كبيرا إذ كان الواحد منا معرضا للشنق أو السجن إذا ماجا هر برأيه’ بينما أصبح من الضرورة الآن اخذ موقف من كل ما من شانه منعنا من تسفيه أي موقف سلبي أو منع آراءنا والتعبير عن رفضنا لأي وضع نراه جائرا في حق الإنسان ’ولكن أيها الصحفي بأرض تمارس العهر مع الأقلام أولم تفهم الدرس بعد؟ أنت مجرد مزعج ومجرد أزيز في الطنبة الحكومية والاستعبادية ويجب إسكاتك ولو كلف ذلك خرق القانون وتحريف الشرع وتضليل الرأي العام والدولي فالتقبع هناك حيث عن يمينك كان نعم عمر يعتصر من لحى السلفية زكام الحماية وعن يسارك كانت تلاحق حنفي الداه لعنة الجنرال المعتوه ومن خلف تطل غرفة السالك ولد انل يصوم ويفطر على قطعة صراخ من جوف هاذ تحت تأثير المخدرات أما أمامك فقد انتصب بيرام الذي حجز لنفسه في كل رحلة سنة غرفة من السجن ليدفع بذالك الفاتورة الكبيرة لمواقفه وتكسيره الأغلال التي طالما دجنت غالبية المستعبدين
ولكن هذه المرة لن تخرجوا إلا مسممين بسم لن تظهر أعراضه إلا بعد مدة ليست بوجيزة.
المهم الدرس هو أنكم سلكتم دربا شاقا درب الأنبياء من قبلكم درب الشرف المؤجل والمهانة الآنية والفقر ومن اجل ذالك ستجدف أنت ومن معك في الوحل طويلا كي تنتشلوا الغارقين في مستنقع الحرمان. أنت من معك الكينغ الصغير والأسد الجريح وادوارد الملقب بذي الساقين وسقراط الحكيم احمد حمدي
ويبقى السؤال معلقا بدون جواب هل ستتمادى السلطات في المعاملة مع الملف بالطريقة الجزافية فتقود موريتانيا الى نفق مظلم ؟ أم ستلجم شوارد ظلمها وتطفآ النار في مهدها قبل أن تحول القصر الى قبر جماعي؟
بقلم: علي بن سيدي
|
Directeur de Publication: Sall Abdoulaye Amadou Version du journal la Sirene Hebdo Edité en Français
jeudi 5 juillet 2012
عبيد صحفي أم مجرد عبد آبق؟ / علي ولد سيدي
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire