وجاء في بيان أصدرته المبادرة اليوم - خلال مؤتمر صحفي تطرقت فيه لما قالت إنه مآخذها علي خليل ابن إسحاق المالكي حول الرق والفرق بين الحر والعبد في اللباس والتملك وغيره - أنها مستعدة بمنظريها للحوار والنقاش والمناظرة مع أي كان .
وجاء في البيان :
إعتــــــذار لكــل الوطنييــن والأحـــرار
الأسبــــاب
لـا تخلوا الكتـب والمتــون المحــروقــة مـن فصــول عامرة بما يمكننا أن نطلق عليه "فقـه النخــاســة"، كما تـؤصــل إلى جانب ذلك للمشـاع مــن الممــارسات الإجتماعية البعيـــدة كليــة عــن مضاميــن الشريعــة الإسلاميــة الغـراء و وصيــة الــرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليــه وســلم فــي حجـة الــوداع. وهكــذا أفـاق ضحـايــا الــرق بموريتانيا على واقــع إجتمــاعي يستمــد مشروعيتـه الدينيـة من إجتـهادات فقهيــة تشرعن مظـاهـر العــلاقة الأفقــية بين مكونات المجتمع المسلم الواحد، وتجعــل من آفات كــ"الجهل"، و"العــري" و"الفاحشة" تنهش بإستمرار الســواد الأعظم منه.
دعونا، نلقي نظرة خاطفة على الأسبــاب والحجج الوجيهة التي دفعت إلى "حرق رمــزي للكتـب الفقهية"، وسنكتفي بما ينضح به كتاب "مختصر خليــل" لصاحبــه خليل بن إسحاق المالكي (نسخة محققة من قبل الأستاذ سيـد زكريـا والــدكتور سيــد صبــاغ)، فــي طبعتـه المنقحة والصــادر عن دار الأندلس الجــديدة للنشــر والتــوزيع، وسنستحضــر بعض الأمثلـة المنتقــاة من حضــن هــذا الكتــاب المتــداول بشكل واســع داخل المحـاظـر والمــدارس الدينية الموريتانية المرموقة، مع التأكيد على أن تلك الأمثلة في عمومها تخالف بشكل صريح المعلوم ضــرورة من الديــن :
يقــول مختصــر خليل في الصفحة 32 فيما يختص بستــر العـورة "ولا تطلب أُمَة بتغطية رأس، ونــدب ستــرها بخلــوة، ولأم ولــد، وصغيــرة، ستــر واجب على الحرة..)، و يجيـــز المختصــر للسيــد وطـء أمته دون عقــد شرعي ما دامت من ضمن ملك اليميـن، وإن زنت فلا حد عليها...، و مع ذلك يقول الكتاب في صفحته رقم 115: "وكره عـده من أحدهما وتـزوج زانيــة.."
وفي الصفحة 118 جاء "وللسيــد رد نكــاح عبـده بطلقة فقط بائنة؛ إن لم يبعه... و إن قال أب : نكحتها أو وطئت الأمة عند قصد الابن ذلك ، و أنكر : ندب التنزه،" و في خليل أن العبد الخصي (الخصيان) أو القبيح منهم بإمكانه مباشرة عـري المرأة الحرة: "نظــر شعــر السيدة كخصي وغد لزوج، وروي جوازه و إن لم يكن لهما .."
في الصفحة 321 من المختصــر، إباحة للبيع "في صيغة حنث، وعتــق عضــو،..." وفي الصفحة المــوالية الآتــي "ومن أعتــق حصته لأجل قوم عليه ليعتق جميعه عنده"، وبعد أن أتم خليل و شــراحه أقوالهم في سياق هـوان الرقيــق، جاء الــدور على لحــراطين (المــوالي) الــذين يــرى فيهم متــن المختصـر قــوة للإنتاج يجب ربطها بمجتمع الأسيــاد وهو ما من شأنه مـلء مكانة أخرى قوامها الولاء للمُعتقِ (السيــد) ويصف خليل مجتمع لحراطيــن بــ"السائبــة"، وبناء على هــذا الإتجــاه يسعى فقهاء الزوايا ومشايخهم إلى تكريس مكانة مليئة بالدونية لمجتمع لحــراطيــن؛ (الــولاء، الصفحــة رقــم 330).
وفيما يتعلق بالعقوبات يرى خليــل بن إسحــاق ضمــن تفسيــره للحدود، أن الــزنـاة من العبيد لا يوجب عليهم الشــرع أي حــد، والعبــد لا يجب عليه الإحــرام أو الدم ..وغيــرها كثيــر مــن الشواهــد الــدالة على حدوث التحــريف.
وضمن أحكــام مستفيضة أخرى من بينها الجهاد؛ يجتهــد خليل بن إسحاق في كــون الجهاد إنمـا يسفــر عــن القتــل، أو المــن، أو الفداء، أو تقديم الجزية، بالإضافة إلى الإستــرقاق، جاء ذلك في صدر الصفحة 108.
تــرى المبادرة، إن كل تلك المواقف التي ينضح بها كتاب (مختصر خليل)، تتعارض مع الدين الإسلامي ومع كتاب الموطإ ما أوجب عليــها القيام بخطــوة رافضــة لكـل تلك المضامين المارقة على الدين الإسلامي الحنيف، وقد عبـرنا عن ذلك بحرق نســخ من تلك الكتب باعتبارها تشكل ضــررا مـاحقا بــأعراض ونفــوس أبناء العبيد والعبيـد السابقين،..ومما زاد من تفاقم معارضة تلك المراجع الفقهية برزت مؤخرا إلــى حيــز الذكر أصــوات منادية بإستجلاب العبيد من موريتانيا، بالإضــافة إلــى رفض مطبق للعلماء والشيوخ لإدانة تلك الدعوات، ألم يكن مفيدا للتشكيلات السياسية، والطلابية والشعبية أن تتجه لإدانة تلك المواقف السلبية؟
لقــد أبانت الأحداث التالية عـلى خطإ العملية برمتها وعن حجم متزايد مـن الشعور بالأذى النفســي لملايين المسلمين في موريتانيا والعالم الإسلامي، إن الموقف المشرف والمعلن للداعية الإسلامي محمد ولد سيدي يحي الرامي إلى تبيان خطإ ما كــنا نحتسبـه، وما أردنا النزول إليه قبلا.
لكل تلك الأسباب يعلــن المكتب التنفيذي للمبادرة :
عن أسفه الشديد لحصـول تلك الإساءة، ويقــدم لكافة أطياف ومكونات الشعب الموريتاني إعتذاره دون تحفظ أو مواربة.
كما تعلن المبادرة عن إستعداد منظريها وقياداتها لخوض أي مناظرة فقهية، من شأنها تبيــان الأضــرار التي سببتها كتب الفروع تلك وشروحها، ولعقود طويلة على أبناء العبيــد والعبيــد السابقيــن.
المكتب التنفيذي
نواكشــوطـ، في 29 أبريــل 2012 "
|
Directeur de Publication: Sall Abdoulaye Amadou Version du journal la Sirene Hebdo Edité en Français
lundi 30 avril 2012
" إيرا " تعتذر عن الإساءة وتعلن استعداداها لمناظرة فقهية " بيان "
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire