mardi 9 août 2011

لطفا بنا أيها السياسيون


1 آب (أغسطس) 2011


تهت وتاهت أفكاري، تعبت مما يحدث في هذا الوطن المترنح تحت السياسات المرتجلة، أصبحت لا أدري عن ماذا اكتب..! عن الماضي المؤلم أم الحاضر المحزن أم المستقبل المخيف، أم عن وطن حكامه وساسته نالوا من فقرائه وزاد هم فقرا، وأصبحنا في زمن فيه المتغطرس محبوبا والحكيم منبوذا.
منذ صغرنا ونحن نرى نفس الوجوه ونفس الصور على التلفاز أيام كان " بالأبيض و الأسود" وهاهو ذلك التلفاز تغير وأصبح بالألوان ولا زلنا نشاهد نفس الوجوه، وحتى على صفحات الجرائد والأوراق الدعائية الانتخابية رسمت في مخيلتنا ملامحها، حتى ونحن أطفالا لا نفهم في السياسة ثم ها نحن أشرفنا على العقد الثالث من عمره، ولازلت أيها السياسي الذي عرفنك متشبثا بتلك الكراسي المتعددة لا تقوم عن واحد إلا لتتبوأ أخر ولا تزال موريتانيا ذلك البلد الفقير الغني بموارده وخبرة سياسيه الذين عرفوا كيف يتم ملأ الجيب في بلد أصبح شاة بفيفاء.
توهمنا مرارا أنكم أيها السياسيون سيقول أحدكم في إحدى خرجاته وداعا لهذا المنصب الذي لم ارثه وليس من ممتلكاتي الخاصة، فحين كنتم تتحدثون عن ضرورة تجديد النخب، وضرورة فسح المجال أمام شباب أثلجتم صدونا ونام كل شاب قرير العين في انتظار غد مشرق، ليصحو في اليوم الأخر على كلمات تخيب كل آماله مفادها أن الشباب تنقصه التجربة وان المثل يقول" من سبقك بليلة سبقك بحوليه" وانك أنت السياسي" المخضرم" الأصلح للمرحلة ومقارعة الدكتاتوريات وتحقيق المعجزات، فلم نجد بدا من أن نبارك لك لتشبثنا بالوطنية ليبدأ لفيف من حاشيتك ويباركون لك سحقك للديمقراطية الداخلية ويهنؤونك على قدرتك الخارقة ويصفقون لك ولو قلت كلاما هم ونحن نعرف أنه " كلاما نائما".
كبرت تجاعيدكم أمامنا.. يوما بعد يوم..سنة بعد أخرى..عقدا بعد عقد ولم يتحقق حلمنا نحن البسطاء الذين وضعنا ثقتنا فيكم، واليوم وفي ظل هذا الوضع أصبحنا على يقين أن جلكم حين يصل للسلطة ينسى كل شعاراته الكبيرة عن الوطن والوطنية والانحياز للفقراء والمظلومين، ويصبح هدفه الحفاظ على السلطة والتمتع بامتيازاتها على حساب الوطن والمواطن، وأصبح لسان حالنا يقول لكم اليوم: لطفا بنا أيها "المخضرمون" ، لقد سمعنا حديثكم في الحملات وسمعنا بعدها نقيضه، برهنتم لنا على مهاراتكم وقدرتكم في التلاعب بالألفاظ التي تحرك المواطن البسيط الحالم بغد مشرق ينعم فيه بالاحترام والتقدير كي يرفع رأسه عاليا- ويقول ما أروع الحرية واحترام الإنسانية والديمقراطية الحق-، رأينا مواقفكم التي تجعلننا أحيانا نفقد الثقة فيكم، نسيتم أو تناسيتم أن دور السياسي هو تحقيق حلم الشعب الذي أوصله إلى هرم السلطة ليكون لسانه الناطق وقلبه النابض.
أيها السياسيون:
نلاحظ اليوم أن نخب السلطة تزداد ثراء وفسادا وبيعا للمبادئ في سوق السلطة رغم الحرب على الفساد التي سمعنا جعجعتها ولم نرى لها طحينا غير "طحن الفقراء وسحقهم" وأصبح الوطن ينهار وأصبحت الدولة الوطنية محل تساؤل وجدل كبيرين، لم نسمعك أحدكم يوما لا في المعارضة ولا الأغلبية يعتذر عن خطأ في التسيير أو في التقدير، لم يقدم يوما استقالة من أي المهام التي "تحمل مسؤوليتها" رغم معرفته أن تلك السياسة فاشلة وان حواراتها، وخاصة في ظل هذا الواقع وما يفرضه من المعوقات، التي تفرض على سياسيونا ومعارضونا تحدد اتجاهاتهم ورسم إستراتجية غير التي ألفناها كي تثمر مواقفها و تعود بالخير و الإصلاح و التغيير على كافة المجالات، خاصة في خضم الصراعات غير الطبيعية وموجات الغلاء والتلاعب بالمال العام وسياسية الكيل بمكيالين التي تتقنوها، وهي لا تلائم مستوجبات العصر، و رغم تلك التداعيات لا تزال الحكومة "الموقرة" تحاول تضليل المواطن في سبيل التشكيك بمصداقية المعارضة و ما تطرحه، وهو موقف يتطلب من سياسيونا من كلا الطرفين أن يضحوا من اجل المصلحة العليا للشعب.
وإذا ظللت مصرا أيها السياسي على تسمية مكوثك في مراكز القرار من المهد إلى اللحد تضحية لخدمة الشعب فنحن نريد منك أن تترجل، وتأخذ قسطا من الراحل، وإن كنت لا تريد رسم سياسة ناضجة تبلور ديمقراطية حقيقة نتساوى فيها جميعا، فأرجوك ارحل مادام في القلب بعض الاحترام لك..وإذا كنت تريد أن تجهض مسيرة التغيير وسنته أرحل أرجوك وسنذكرك لك ذلك في التاريخ، دعنا نحلق عاليا فوق كل الجراح والآلام كي نرسم لوحة لفجر الحرية والعدالة والديمقراطية الحق ونكمل رسم لوحة الوطن التي يطمح لها كل مواطن يتشبث بالوطن والوطنية.
أرجوك أيها المواطن البسيط مثلنا تمرد على قيدك..على سجنك..حتى على قلبك الحنون تمرد..وارفع وجهك الباسم لترقب الفجر لأنه حتما قادم بإذن الله، انزع من قلبك كل الوهن والضعف والخوف، لكن دع الإيمان راسخا في صدرك وحب الوطن، ونرجوكم ساستنا دعوا لنا مجالا لاحترامهم.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire