يتســاءل المراقبــون عـن المصــادر الحقيقيــة للأمـوال المـدفوعة لحساب فنــدق الخاطر؟ ومن يتحمل الأعبـاء والتكاليــف؟ ولمــاذا يقصد هذا الفندق دون غيــره؟..، وفشلت الصحافة الحــرة فــي كشف المستور والإتيــان بالإجــابة الكفيــلة بحل الإشكال الذي بقي كاللغــز.
ظلت إيماءات أصابع الإتهــام تشير إلى زبــون رسمي معـروف وهــو المصالح الإستخبــاراتية لنظـام الجنرالات؛ ولكـن يبقي الإتهام مجرد إفتراض فضفاض ولكنه الأكثر ورودا، حيث تنشط تلك المصالح بشكل مستميت من أجل بعثرة أوراق المعارضة الراديكالية للنظام.
ويؤكـد القائليــن بذلك الزعم على أن المطـرودين من قبل قيــادات (إيــرا) أو المنشقين على قرارات مؤتمر "أمباركة منت أساتيم"، قــد تداعـوا إراديا أو بغيره إلــى فنـدق الخاطر المثيــر أصلا، من أجــل تكـرار نفــس الأسطوانة المشروحة "جئـنا غيرة وحفاظا على النظام العام وعلى الوحدة الوطنية"!!!!!.
وحده لحبـوس ولد عمر؛ قــرر في آخر لحظة أن ينقلب على مجنديه فمــد يـده إلى أول الشعارات (إيرا-عهد جديد) ومــزق القماش!!، قبل أن يكشــف الرؤوس الكبيرة التي تقـف خلف خطوته كمنشق تائب!!!، ويبدوا أن الجميع بما فيهم قيادات المبادرة لم يتفطنوا حينها لرسالة العهد الجديد!!!!، .. المهم عند الجميع أن لحبــوس كان قد كشف جزءا من المستور حيــن صرح قائلا "هل يمكن لمثلي أنا الملفـس والقادم من أسرة فقيرة أن أكتري هذا الفندق الفخــم، أو أن أرتب حضور كل هذه المنابر الصحفية التي لا أعرف مقارها" قبل أن يكشف أن "أموال إدارة أمن الدولة" هــي التــي تحــرك الجميع!، ..و أنشغلت المبادرة فــي أفراح النصـر على الجنرال محمد ولد الهادي وتعاظمت قوة الإحساس بذلك حين جرى عـزله..، وبما أن نظام الجنرالات قد أحسوا بالإهانات فقد سارت في سويــداء قلوبهم أحاسيس ومشاعــر يلفها "الخبث" بردائه الأسود، وكتعبير عن ذلك فقد جرى تبادل للمهام تقلد بموجبه الجنرال محمد ولد عبد العزيز والجنرال محمد ولد مكت المهمة الأصعب، وكانت المقتضيات الجديدة تحتم تدشيــن بداية لنزيف اصطناعي بإمكانه أن يؤثر في الأمد المتوسط والبعيد على شعبية المبادرة داخل الأوساط الشعبية والحقوقية.
وتم الإعلان عن فتح أبواب مكاتب الجنرالات أمــام كل الشبــان المنحدرين من شـريحة لحراطيـن أو العبيـد والعبيــد السـابقيـن.
إستحـق لحبـوس ولد عمر الاحترام والتقدير من قبل كل القوى الديمقراطية والتقدمية في العالم لأنه يملك "ضميرا حيـا" ولـأنه رفـض إغراءات الجنرالات و أمتنع عن بيع نضـالات لحراطين بـأي أثمـان!.
وهكــذا أضحت (إيــرا) التنظيم الحقوقي الأكثــر إزعاجا لنظــام الجنرال محمد ولد عبد العزيز خاصة بعد إعــلان زعيم المبادرة بيرام ولد الداه ولد أعبيــد عن التفكير في إنشاء "مجلس وطني إنتقالي"، وهو ما عده الجنرالات تحديا جديا لإستقــرار الحكم السياسي، ومن شأنه أن ينضاف إلى سابقاته كقــافلة إينــال التي تقاطرت فيها قرابة الــ100 سيارة في إطار حجيج أكبر لضحايا جرائم الإبادة والإنتهاكات التي طالت المئات من المواطنين الموريتانيين الزنوج خلال الأعوام (1987-1991).
المعلــومـات المؤكدة هي أن إستراتيجية الترغيب الموجهة لنشطاء (إيرا) وخاصة من فئة الشباب أو العاطلين عن العمل من بينهم، تأتي في إطــار تكملة أول عملية إختـراق ناجحة قامت بها أدوات النظام الحاكم ضد حركة 25 فبراير.. وهــي المحاولة التــي شكلت فيما بعد فاتحة عهد لعمليات جلب المعارضيــن للجلوس على مخدات القصــر الرئاسي إنتظارا للقاء الرئيس محمد ولد عبــد العزيز.
المطلعون على خفايا وخبايا اللعبة أكدوا أن الشيكات والمخالصات المالية لصالح فندق الخاطر يتولاها أحد الموظفيــن في البرنامج الوطني لمكافحة آثار الاسترقاق التابع لرئاسة الجمهورية، ويدعى هذا الموظف المهندس الشيــخ بويــه ولـد شيخنا وهـو عديــل الرئيس محمد ولد عبد العزيز وزوج شقيقة تكيبر منت ماء العينين ولد النور.
ومعــروف عن هذا الموظف جنوحه للعمل في إطار الظـل، و أنه عراب المؤسسين لإئتلاف الغد قبل أن يتحول إلى حزب شبابي داعم لولد عبد العزيز ، كما أنه إطــار سابق في وزارة الصيد والاقتصاد البحري.
الأمــوال العمومية التي سبق رصدها لصالح مساعدة (آدوابة) وساكنتها على التخلص من آثار الاسترقاق جرى إقتطــاعــها جزئيا وتوجيهها من جديد لمكافحة النشطاء المناهضين لوباء الاسترقاق في موريتانيا..، سيــما مع وجود تسريبات إضافية تؤكد أن الحكومة الموريتانية تتجه إلى إعادة هيكلة القطاع بحيث يصيــر كتابة للدولة مكلفة بمعالجة آثار الإسترقاق وبالعلاقات مع المجتمع المدني..، وهــو ما شجع بعض الرسميين إلى الإيحاء للنشطــاء بالاسراع من أجل التأسيس لمنظمات حقوقية مناهضة للإسترقاق ومن المتوقع بالفعل أن تحظى تلك المنظمات بالدعم العمومي لأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد فهم أخيرا أسباب همس السيدة "جــو إلين باوول" في أذنه... ومن المؤكد أن الأسابيع القليلة القادمة ستكشف عما أشير إليه.
أخيــرا هنالك أمنية طريفة يتداولها الإداريــون الموريتانيــون؛ وهي أن يحظوا يوما بالتعيين في إدارات تابعة لبرنامج مكافحة الإسترقاق المـدار من قبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وحيث لا تقـدر "عيش فال منت فرجس" علــى مجرد التفكير في نبش سجلات وتحويلات وحسابات الرئاسة أو البرامج الحكومية التابعة لها!.
-------
بقلم : عبيد ولـــد إميجن
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire