vendredi 3 août 2012

لقاء الشعـــب ما له وما عليه ...قراءة هادئة


الجمعة, 03 أغسطس 2012 20:47
altaltلقاء الشعب مصطلح دخل إلى قاموس  المفردات اليومية للموريتانيين بشكل عام و إعلامهم  بشكل  خاص  المرئي منه والمسموع والمكتوب من الباب الواسع  ، وهو لقاء ابتدعه الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز واستطاع أن يجذب إليه الاهتمام ويزيد من زخمه في كل نسخة جديدة بإضافة عنصر لم يكن موجودا شكلا أو مضمونا ،  و أن يشد إليه القلوب في مجتمع متسيس ويغمره الفضول  .
قاعة محضرة  و ميكروفونات ، كراسي كثيرة وجمهور حي ونقل مباشر لمستمعي الإذاعة الوطنية في كل أنحاء البلاد و لمشاهدي التلفزة الوطنية  لمن استطاع إليها سبيلا من المواطنين  ،  و ربط مباشر أيضا بمدينتين أو ثلاث من كبريات مدن الداخل كل ذلك عزز من حضور هذه التظاهرة التي أصبحت كالتظاهرات المهرجانية السنوية من حيث التحضير كمهرجان المدن القديمة أو دورات الرماية أو مهرجان التمور في مجتمع لا زال رهينة للشكليات ومشدوه إلى كل جديد ،  وعلينا أن نعترف انه كفكرة ذكية وخرق واضح للسكون الذي غطى سيرة وتعامل الرؤساء السابقين  مع المواطنين إلا ما ندر إن استثنينا الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي أجرى لقاء موسعا  مع التلفزة الوطنية من دون الإتصالات الهاتفية  مع المواطنين أو وجود  صحفيين  عدة في ذكرى انتخابه الأول  ليبقى ذلك اللقاء يتيما فالانقلاب اللاحق لم يمهله حتى يجرى لقاء آخر في الذكرى الثانية لإنتخابه .
ولاشك أن توسعة الفكرة من حيث الشكل والمضمون  أسلوب نجح  فيه لحد بعيد الرئيس ولد عبد العزيز لخلق فرصة نادرة لإيصال رسائل داخلية وخارجية يود الرئيس أن يرسلها  في لحظات انتباه حقيقية  أقرب إلى الأحداث الدراماتيكية والتي تبلغ قمة التشويق عندما يسأل صحفي من الصحافة الحرة سؤالا محرجا للرئيس وعليه أن يجيب أمام الناس وأمام المشاهدين والمستمعين  تلك الإجابة التي قد  يحاول من خلالها الرئيس أن  يسجل نقاطا بإثارة معلومات بطريقة وطنية يظهر من خلالها مظهر الحريص على مصلحة الوطن والشعب ، أو يتصل أحد المواطنين بشكل مباشر برئيس الجمهورية ويحاول أن ينقل الواقع المعاش  أو جزءا من المشاكل كما هو بغض النظر عن التشكيكات من عدم عفوية تلك الإتصالات أو معرفة من سيتصل مسبقا وربما ما سيقول حتى ، وهي شكوك مبررة في مجتمع تعود على  تلاعب السلطة الحاكمة بعقل المواطن وعقلية المجتمع  ومد يدها إلى كل صغيرة وكبيرة و العمل بكل الطرق  على تلميع صورتها وتحسين سمعتها  .
لكن لقاء الشعب كفكرة وممارسة وتجسيد تزيد أيضا من أعباء الدولة والسلطة في حد ذاتها خصوصا في ذاكرة شعبوية ومؤسساتية متخمة إلى حد الاعتقاد أن الكلام والحركات كلها مهما تعددت أشكال إخراجها مجرد  مسرحيات لم تعد تنطلي على أحد و أصبحت خلف عقل المواطن الموريتاني الذي عودته السلط المتعاقبة  على تسويق الوهم الذي سرعان ما يتبدد  في كل نشاطاتها  كالزيارات الكرنفالية وتنظيم اللقاءات المدبرة والمزركشة  والوعود البراقة ، فكل ذلك إن لم إذ يتبعه  تنفيذ حقيقي  لمشاريع بناءة أو ترجمة ما سيقال على أرض الواقع كفيل  أن  يحول تلك البرامج  واللقاءات من نعمة  الى نقمة ويصاحبها حساب عسير وتقصي دقيق للوعود التي لم تنفذ .
  فلقاء الشعب ليس كخطاب للأمة بمناسبة الإستقلال أو في شهر رمضان  أو العيدين  حيث الخطابات  فيها  معدة سلفا  بإحكام ومنتقاة العبارات والأهداف والمواضيع ، وليس حتى كالخطابات المرتجلة أمام السكان المتجمعين في مهرجان هنا وهناك لأن تلك أيضا  متحكم فيها من حيث الأفكار والمواضيع التي ستثار ، بل هو وليد اللحظة يتميز بالتفاعل  الآني مع أسئلة مباشرة من الناس ومن الصحفيين الجالسين و لديه وقت محدد  وعلى الرئيس أن يجيب على أسئلة دقيقة وأن يحدد وعودا  ويحسم في مسائل شائكة ،  فكل ذلك من شأنه أن يضاعف المشاكل المترتبة على تنفيذ ذلك الوعد أو التحقق من صحة معلومات كأمور المالية التي خرج الكثيرون العام الماضي ليفندوا ما أعلن عنه الرئيس في جوانب كثيرة ، واستطاع بعض من مناوئيه بشكل خاص أن يبينوا بالأدلة أيضا والأرقام  عدم صحة ما قاله الرئيس أمام الأمة في لحظات شدت إليها الأفئدة واشرأبت إليها الأعناق . 
ليتحول اللقاء سنة بعد سنة إلى تكريس التباين بين من ينظر إليه كإنجاز في حد ذاته يتمثل في لقاء الرئيس مع   شعبه واطلاعهم في أجواء من الشفافية على ما حدث وما سيحدث  ، وبين من ينظر إليه كأسلوب جديد من أساليب السلطة في الضحك على الذقون والهاء الناس في أمور شكلية لن تقدم بل ستزيد من تدجين المواطنين على حساب  مشاكلهم الفعلية وتطلعهم إلى تنمية حقيقية واقعية وعملية بعيدا عن التنظير و التفاني في اكتشاف المزيد من الأساليب والنهج التي أخنى عليها الذي أخنى على لبد . م \ لمهابه ولد بلاّل 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire