السبت, 23 يونيو 2012 01:52 |
**: أنتم في وعي وقضية أعلنتم انشقاقكم عن ( إيرا ) لكنكم لم تظهروا حسن النية للنظام كيف تفسرون ذلك ؟ السالك ولد انل : في البداية أشكركم على إتاحة هذه الفرصة الثمينة وعلى اهتمامكم المنقطع النظير الذي برهنتم عليه من خلال تغطيتكم المستمرة ومواكبتكم الحية لجميع نشاطات منسقية وعي وقضية خصوصا و النشاط الحقوقي عموما. نحن فعلا أعلنا انشقاقنا عن إيرا لسوء التفاهم بيننا، إيمانا منا أن التفاهم في النضال هو السبيل الأنجع لحل مشكل العبودية، وقلنا انه لا بد من إشراك الجميع لحل هذا المعضل الاجتماعي، الذي يعتبر عائقا في سبيل التنمية والوحدة الوطنية..كما قلنا أن التركيز الدائم على تشخيص العبودية يخلق جيلا يؤمن بثقافة الانتقام وثقافة العنف في أفضل الأحوال، نحن قلنا أن نكران العبودية والتستر عليها وعلى مخلفاتها وسياسة النعامة التي تمارسها الأنظمة السياسية المتعاقبة ليست هي العلاج الأنسب لهذا الداء العضال، وإنما الاعتراف أولا بوجود العبودية، والسعي جديا للقضاء عليها، من خلال: حملات تحسيسية في المناطق التي تشهد انتشارا أكثر لهذا الوباء، والتوعية بحرمة ممارسة العبودية قانونيا، ومنافاتها للخلق الإسلامي الرفيع، والمنهج الرباني السليم، ولإطلاق هذه الحملات لابد من إشراك جميع الأوساط والشرائح الاجتماعية خصوصا تلك التي تمارس العبودية و التي تمارس عليها ( البيظان، والحراطين من جهة و شريحة الزنوج من جهة ثانية)، كذلك لا بد من شرح مستفيض لقانون تجريم الرق، وإطلاق برامج حوارية في وسائل الإعلام، بمشاركة رجال الدين والمثقفين والصحافة والنخب السياسية.. أما في ما يتعلق بإظهار حسن النية للنظام فأحب أولا أن أقول: إننا لم ننسحب من إيرا لنعلن أنضمامنا لمنظمة أخرى أسمها النظام ولا لحزب سياسي أسمه النظام، إن انسحابنا هو عودة بالقضية للمجتمع الذي أنتجها ليساهم بشكل مباشر في حلها، ذلك المجتمع الوعاء الجامع لكل مناضلي حقوق الانسان، والذي بدونه لا حقوق ولا إنسان، ومن خلال هذا الحضن الدافئ أظهرنا للجميع سواء في النظام أو غيره عن حسن نيتنا، و أبنا للجميع أن الشراكة الحقيقية هي تلك التي تبنى على أساس احترام مبادئ الآخر واقتناعاته، فيما لا يتعارض مع أسس تلك الشراكة. أما مبدأ من لم يكن معي فهو ضدي فهذا لا يمكن أن يبين عن حسن نية أحد اتجاه احد، وليست المعية محمودة في كل شيء وليست مقياسا لحسن النية، نحن في منسقية وعي وقضية نمد أيادينا للجميع من أجل العمل معا للقضاء على آفة العبودية، و المحافظة على وحدة موريتانيا، وعلى أمن الوطن. ** : بعد ما يسميه البعض ب " محرقة الرياض " أعلنتم مساندتكم للزعيم بيرام و مناضلي إيرا و شاركتم ميدانيا في المطالبة بإطلاق سراحه هل يعتبر هذا رجوعا الى النضال في حركة " إيرا " الأم ؟ السالك ولد انل : هذه الكتب المحروقة هي ذات الكتب التي أحرقت شريحة اجتماعية قرونا من الزمن، وحولت بموجبها من طبيعتها البشرية الآدمية التي كرمها الله، إلى مجرد حيوانات تباع في سوق النخاسة وتشترى، ولم يحرك أحد ساكنا، على العكس حين أقدم بيرام على حرقها ثارت ثائرة البعض وحاول جاهدا تصوير هذه الكتب على أنها مقدسة، وفي الحقيقة أن المقدس بالنسبة لأولئك هو ما تحتويه من إذلال ودونية للبشر الذين حكموا عليهم بالعبودية. ولكن حين تكون ردة الفعل من المدافعين عن الكتب المحروقة، تفوق الفعل في حد ذاته، فذلك يعني أن وحدة الوطن في خطر، وهو ما يوجب القيام بعمل على مستوى الحدث، من هنا لم يكن لنا من خيار أمام المشاركة في المسيرات والوقفات الاحتجاجية العفوية التي نظمها شباب الحراطين، والمطالبة بوقف مسيرات البيظان والتي تمت تغطيتها من قبل مختلف وسائل الإعلام الوطنية، ناهيك عن البرامج الحية التي واكبت تلك المسيرات، برامج ومسيرات وقودها رجال دين وسياسة ومثقفين، نخب يفترض بها في تلك اللحظة المحافظة على اللحمة الاجتماعية المهددة، إثر تصاريح لهؤلاء، و تصاريح مضادة، نتج عنها في أغلب الأحيان اشتباكات كادت أن تفضي الى حرب أهلية لولا فضل من الله. أما مطالبتنا بإطلاق سراح بيرام أو محاكمته محاكمة عادلة فهذا هو ما يمليه الواجب الحقوقي، والضمير الإنساني، وليس عودة للنضال في صفوف إيرا، ** : انقسم مثقفو و قادة لحراطين حول توحيد الموقف من بيرام بعد إقدامه على حرق نسخ من كتب فقهية مالكية هل يعتبر هذا الانقسام ضربة لنضال لحراطين و ما الدافع له برأيكم؟ ؟ السالك ولد انل: لا أبدا ليس هناك أي انقسام في صفوف مثقفي الحراطين، كل ما هنالك هو اختلاف في الآراء لا يرقى أبدا لمستوى الخلاف، فالنضال ــ ضد ما يعيشه لحراطين من تهميش وإقصاء اجتماعي وعبودية ثقافية واقتصادية ...الخ ومخلفات حقبة طويلة من الظلم الممنهج ــ لا يمكن تشويهه خصوصا من أطر ومثقفي الحراطين، على العكس هم برهنوا على رياديتهم في هذا النضال ضد القهر والظلم الذي يعيشه المواطن الموريتاني أيا كان ( بيظاني، حرطاني، زنجي ). فبناء مجتمع واحد متكامل يجد فيه الجميع ذاته، هو شغلهم الشاغل، وهو ما أبانوا من خلاله عن نفس وطنية غيورة على وحدة مجتمعها ووطنها، وقد قدموا المصلحة الوطنية على مصالحهم الشخصية الضيقة. **: أكد بيجل أحد زعامات لحراطين أن العبودية لا وجود لها بموريتانيا ، و قال إن بعض النشطاء من لحراطين يتاجرون بالعبودية في إشارة الى بيرام هل توافقون على هذا الطرح ؟ السالك ولد انل : بيجل أكد أن العبودية لم تعد موجودة من الناحية القانونية وهذا صحيح، فلم يعد القانون يباركها ولا يدافع عنها، ولم يعد يحمي ملاك العبيد ولا حتى المتواطئين معهم، ولكن هذا لا يعني أنها لم تعد موجودة كممارسة عملية على أرض الواقع حتى و إن كانت مجرمة، فالكثير من العبيد وملاك العبيد على السواء لم يسمعوا بالقانون المجرم للرق، وبالتالي فهم يعتقدون أنهم يمارسون ما لهم الحق في ممارسته، حتى ان البعض منهم يظن أنه يتقرب إلى الله بهذه الممارسات الاستعبادية. أما المتاجرة بالعبودية فاعتقد انه كان يجب أولا سؤال بيجل عن قصده، هل يعني فعلا بيرام أو غيره؟ بدل تفسير كلامه حسب الهوى، أو القراءة من كتاب " ظاهرلي". على كل المتاجر بقضية العبودية والظلم الاجتماعي عموما معلوم ومعروف لدى الجميع، فمثلا من أين حصلت مفوضية حقوق الانسان على تمويل مشاريعها؟ وعلى أي أساس مولت هذه المشاريع؟ وهل فعلا صرفت هذه التمويلات في ما أعطيت له؟ ثم ما هو نصيب آدوابه وقرى الحراطين من هذه المشاريع الممولة والمنجزة؟ ولنا الحق أن نسأل عن برنامج القضاء على آثار الاسترقاق، الممول بمليار ومائتي مليون أوقية، أين هو؟ و ماذا قدم لمكافحة العبودية؟ فقط أردت أن أضيف معلومة للقارئ الكريم حول هذا البرنامج، وهي طريفة وغريبة في آن واحد، أن هذا المشروع يعمل به اثنين وثلاثين إلى خمس وثلاثين شخص اثنين منهم فقط حراطين أحدهما سائقا والآخر بوابا. ببساطة لو أمعنا النظر قليلا لوجدنا أن المستفيد و المتاجر بالعبودية هو أولئك الذين شيدوا القصور في تفرغ زين، و تفننوا في اقتناء أنواع السيارات المريحة. ** : ظهر تنظيم " حراطين فوق انتماءات " هل يعوض الفراغ الذي لوحظ أثناء اعتقال بيرام ؟ و ما سبب ظهوره ؟ السالك ولد انل : حراطين فوق الانتماءات تنظيم شبابي ظهر في الوقت الذي كان فيه الحراطين يتعرضون لهجمة إعلامية شرسة، أخذت طابعا فئويا و شرائحيا، ولم يقدم نفسه على أنه الحلقة المفقودة، إذ لا فراغ قبل اعتقال بيرام ولا أثناءه ولا حتى بعده، و إنما هناك صدمة أصابت الموريتانيين عموما والحراطين خصوصا، ففي الوقت الذي تعرض الجميع للصدمة من الحادثة، فوجئ الحراطين بحملة إعلامية، جماهيرية، منظمة، تستهدفهم جميعا والحقوقيين منهم خصوصا، فقد فهم من خلال هذه الحملات أن المقصود ليس اعتقال بيرام فقط، وإنما استعباد الحراطين من خلال تقديس كتب لا يجمع الجميع على قدسيتها، ويختلف علماء الأمة بصحة كل ما جاء فيها، وموافقته للكتاب والسنة، كما اختلفوا على نسبة الكثير مما جاء في هذه الكتب لمالك ابن أنس رضي الله عنه، من هنا جاءت فكرة "مبادرة حراطين فوق الانتماءات" التي طالبت بوقف تلك الحملات الإعلامية، كما طالب هذا التنظيم بإطلاق سراح بيرام ورفاقه، خاصة أنهم تم اعتقالهم بطريقة همجية، غير أخلاقية ومخالفة للقانون. كما أن ظهور هذه المبادرة جاء نتيجة لظهور ما يمكن أن يسمى ــ ولو ضمنيا ــ ببيظان فوق الانتماءات التي جسدتها تلك المسيرات، ولا استبعد في ظل غياب العدالة والمساواة ظهور حتى زنوج فوق الانتماءات. ولعل هذا الحراك الشبابي العفوي الذي سألتم عنه هو بداية لنهاية حقبة الظلم. ** : لوحظ غياب تام لفئة " البيظان " و " الزنوج " ، و تنظيم " الحر " في المسيرات المطالبة بإطلاق سراح بيرام و رفاقه و اقتصرت على مجموعة من لحراطين بم تفسرون هذا ؟ السالك ولد انل: المسيرات التي نظمت وما زالت تنظم الى اللحظة هي على نوعين، مسيرات نظمتها مبادرة حراطين فوق الانتماءات، للأسباب الآنفة الذكر، ولم يكن تعامل وسائل الإعلام مع مسيراتها شفافا، مرة ينسبها إلى إيرا ومرة إلى لا تلمس جنسيتي ومرات إليهما معا،ولوحظ تغييب حراطين فوق الانتماءات بقصد، وهو ما فسر على أنه نوع من عدم الرغبة في إظهار الحراطين مجتمعين في موقف واحد، وأما النوع الثاني من المسيرات فهو ما نظمته إيرا الموصوفة إعلاميا على أنها حركة عنصرية، غير مرغوب فيها. ومن الطبيعي غياب البيظان عن مثل هذا النوع من المسيرات لعدة أسباب: ــ الأول أنهم الشريحة التي كانت تحتكر هذه الكتب وما فيها ــ ثانيا لأنهم يظنون أنهم وحدهم حماة هذه الكتب لحاجة في نفس يعقوب ــ ثالثا لأن الرئيس خرج على المتظاهرين من البيظان وتعهد لهم بتطبيق الشريعة فيمن أحرق الكتب، في تدخل سافر وواضح في مسؤوليات القضاء، ثم إن بعض شبابنا تأكد لديه أن بعض الذين خرجوا من الحراطين في تلك المسيرات دفع له مقابل خروجه، مما يدل على أنها لم تكن مسيرات عفوية، وإنما منظمة مقبوضة الثمن، أما الزنوج فقد لاحظنا مشاركة بعضهم مع إيرا مثل لا تلمس جنسيتي. إن مبادرة حراطين فوق الانتماءات قد تجاوزت الانتماءات الضيقة، فلا وجود فيها "للحر ولا وعي وقضية ولا إيرا ولا أي حزب سياسي ولا تنظيم نقابي" أما خارجها فلكل انتماءه. ** : تجاهلت وسائل الإعلام و الهيآت النقابية اعتقال الصحفي عبيد ولد اميجن ، و بعد إحالته الى السجن المدني بدأ البعض يطالب بطريقة أصفها بالخجولة بإطلاق سراحه هل يدخل هذا الإحجام في الحملة ضد لحراطين برأيكم ؟ السالك ولد انل : طبعا هو داخل في إطار هذه الحملة و إلا بما يفسر سكوت الصحافة عن اعتقال عبيد ولد اميجن مدير المنتدى الإعلامي "أنيت"، في نفس الوقت الذي نرى فيه تضامنا منقطع النظير مع ماموني ولد المختار الذي فصل من الوكالة الموريتانية للأنباء على خلفية يعلمها الجميع، كما رأينا نفس التضامن مع مصوري بعض المواقع الذين تم توقيفهم لساعات أو دقائق إثر مشاركتهم في مسيرات غير مرخصة، فقد كانت تقوم دنيا الصحافة، والأحزاب السياسية، والمنظمات الحقوقية ولا تقعد، ازدواجية عجيبة وغريبة، والأدهى من ذلك هو أن الأمن الموريتاني يتعامل بنفس الازدواجية مع صحافة الحراطين، فدائما يتم عزلهم من بين زملائهم ففي 04ـ08ـ2011 تم اعتقالي وبحوزتي بطاقتي الصحفية، ولا أحد حرك ساكنا، وتم إيداعي في سجن دار النعيم لمدة شهر ولم يندد أحد، وقد تم اختياري من بين زملائي. أما الذين طالبوا بإطلاق سراح عبيد فهم قلة من الأحرار الرافضين للضيم، سواء من الصحافة أو غيرهم، و اعتقد أن الحملة المطالبة بإطلاق سراحه، ستتزايد يوما بعد يوم، وسترتفع حدتها مع مرور الأيام، ولها من كل الخيرين الدعم والمساندة. ** : صرح الساموري ولد بي بعيد اعتقال بيرام بأن فعلته غير مبررة و طالب بعقوبته هل الهدف هو تغييب بيرام ؟ السك ولد انل: أعتقد أن الساموري ولد بي أولى بالإجابة مني على هذا السؤال.
**: لم يواكب نشاطاتكم النضالية و الحقوقية إلا قلة من الصحفيين ما السبب برأيكم ؟ السالك ولد انل: قبل الإجابة علي أنحني لكل من واكب تلك النشاطات إجلالا و إكبارا، عرفانا و امتنانا، أما الذين لم يواكبوا تلك المسيرة فلهم في ذلك حججهم ودفاعهم، و إن كنت ألتمس لهم العذر، وربما كنا نحن الملومين، لأننا نحن المقصرين، لعدم إيصال صوتنا لكل الصحفيين الخيرين. ** : أنتم تعتبرون أن البيظان مجتمع عنصري ، و استعبادي ، فهل تشعرون بأن خطابكم عنصري على الأقل إن لم تكونوا أنتم عنصريون ؟ السالك ولد انل: لا لا أبدا هذا غير صحيح نحن لا نعتبر مجتمع البيظان مجتمعا عنصريا، فليس جميع البيظان سيؤون، وهم كغيرهم من المجتمعات، تماما كمجتمع الحراطين، والزنوج. هناك مسألة مفروغ منها، وهي أنه ليس جميع البيظان أشرارا، وليس جميع الحراطين أخيارا، فهناك من البيظان التقدميين الأحرار من هو أفضل آلاف المرات من بعض الحراطين السيئين إلى أبعد الحدود، وليس جميع البيظان استعباديين، فمنهم من يرفضون بكل أنواع الرفض هكذا ممارسات، كما أنه من الحراطين من يمتلك العبيد، ونفس الشيء مع الزنوج،وهنا لا يسعني إلا أن أحيي أولئك المناضلين ــ من شريحة البيظان خاصة ــ الذين دافعوا عن المظلوم أيا كان لونه، أو عرقه، أو جنسه، سواء كان ميدانيا، أو من خلال مرافعاتهم ودفاعهم أمام المحاكم، أو مقالاتهم أو كتاباتهم.. حتى أن البعض منهم قاطعه مجتمعه لحمله لواء الدفاع ضد الظلم عموما، والعبودية خصوصا. أما بخصوص خطابنا في منسقية وعي وقضية لمناهضة العبودية فهو ليس خطابا عنصريا ولا متطرفا، نحن قلنا بأننا نسعى لإيجاد مجتمع واحد متكامل يجد فيه الجميع ذاته، مجتمع مبني على أساس متين من الاحترام المتبادل، بعيدا عن اختزال الآخر، و تقزيمه، و احتوائه، نحن ننادي دائما أنه يجب إشراك الجميع، و إشعاره بأهميته وقيمته، حتى يكون عطاؤه أكثر إيجابية. إن المجتمع الموريتاني بكل مكوناته، وشرائحه، هو تماما كالعين، تحوي البياض والسواد معا، في تناسق عجيب، وانسجام وتعايش، في علاقة يطبعها احترام السواد للبياض داخل العين والعكس، ولذلك فهي تؤدي وظيفتها الطبيعية وترى الأشياء بكل وضوح، فهل رأيت عينا يعتدي بياضها على سوادها وتبقى سليمة تؤدي وظيفتها؟ طبعا لا فهي كما نقول "عين عورة" وتكون عورة كذلك إذا اعتدى سوادها على بياضها، سيدي الكريم نحن نرفض العنصرية جملة وتفصيلا، وهي مقيتة بالنسبة لنا، ولكن بعض العامية من الناس يصفون كل حقوقي، أو طرحه، أو فكره، بالعنصرية، لأنه بكل اختصار قد يفوق إدراكهم، وتصورهم للأمور، أما النخبة الواعية المثقفة، فهي تدرك الأمور، وتجعلها في نصابها. **: ما هو رأيكم في المشهد الموريتاني، و هل تعتقدون أن مبادرة مسعود ستنتشل البلد من هاوية الصراع و الخلافات ؟ السالك ولد انل: إذا كنت تعني المشهد السياسي فأعتقد أنه ضبابي شيئا ما، وما يعيشه البلد من مد وجزر هو في الأساس ــ كما يقال ــ صراع الأقوياء، هناك ثلاثة أقطاب سياسية أساسية، لكل منهم مصالحه الخاصة التي يحاول تسويقها على أنها مصالح وطنية، يسعى جاهدا لتأمينها، أحد هذه الأقطاب رفع شعار ارحل عزيز، والآخر ابق عزيز، وبين هذين يبقى الشعب يريد بلسما لآلامه، وتجاوبا مع آماله، وأفقا لتطلعاته، وهو الوحيد ــ أي الشعب ــ الذي سيدفع فاتورة الصراع بين الأقوياء، تماما كما في المثل الانجليزي: إذا تصارعت الفيلة فإن العشب الذي تحتها هو الذي يتضرر. وأما القطب الثالث فهو الأقرب إلى تطلعات الجماهير للاستقرار، وتأتي مبادرة مسعود ــ التي أتمنى لها النجاح، وللرجل التوفيق ــ في هذا الاتجاه، فالإبحار في وسط أمواج متلاطمة يضرب بعضها بعضا، ليس بالأمر الهين فهو يحتاج إلى حنكة، وحكمة، ومسعود ولد بالخير جدير بقيادة تلك السفينة إلى بر الأمان.. هكذا أحسبه.
|
Directeur de Publication: Sall Abdoulaye Amadou Version du journal la Sirene Hebdo Edité en Français
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire