بعد تموقع رجاله في الأحزاب والسفارات والإدارات الرئيس لولد الطايع قريبا في نواكشوط |
الخميس, 21 يونيو 2012 22:15 |
بوادر وإرهاصات العودة
(الخبر + الحريىة): أولى مؤشرات العودة تمثلت في عودة الدبلوماسي السابق محمد ولد محمد عالي قادما من دبي بعد ست سنوات قضاها مقيما في الامارات العربية المتحدة، وكان محمد ولد محمد عالي من اشد الموالين لنظام معاوية ولد سيد احمد الطايع إذ كان من بين القلائل الذين قاوموا انقلاب 3 أغشت 2005 وقال موقع موريتانيا اليوم" إن الرجل قد تعرض للسجن إبان المرحلة الانتقالية صحبة العقيد عبد الرحمن ولد لكور والملازم اول محمد الأمين ولد يحي، وتفيد بعض المعلومات أن ولد محمد عالي رفض جميع العروض المقدمة من طرف العسكر آنذاك، إذ لم يكن يرضي إلا بعودة (الشرعية) المتمثلة في ولد الطايع، وقد كان ولد محمد عالي قنصلا عاما في دكار قبل ان يتولي منصب ممثل موريتانيا في اليونسكو في باريس وهو المنصب الذي كان يشغل ايام انقلاب 2005. عودة ولد محمد عالي في هذه الظرفية الحساسة تثير الكثير من التساؤلات، وتشير بعض التسريبات أن هذه العودة أتت بفضل مفاوضات مع رئيس حزب الوئام الاستاذ بيجل ولد هميد. ولاحقا ذكرت مصادر قريبة من عائلة الرئيس ولد الطايع أنه التقى في الدوحة بالفقيه الموريتاني محمد الحسن ولد الددو المهلم الروحي لحركة الاخوان المسلمين وذلك بترتيب من الشيخ القرضاوي وبإشارة من أمير دولة قطر وقد تم تجاوز جميع الخلافات السياسية بين الرجلين حسب "الخبر" ويدخل ذالك في إطار التحضير لإعادة الاعتبار إلى الرئيس معاوية ولد سيدي احد ولد الطايع الذي تؤكد المصادر ان قطر تريد ان تمهد له الطريق للترشح للرئاسيات الموريتانية المقبلة أو قيادة مرحلة انتقالية قد تسبق الانتخابات الرئاسية وذالك بالتنسيق مع أهم الحركات السياسية الموجودة بقوة في الساحة السياسية الموريتانية وقام مناصرون لولد الطايع في الأشهر الماضية بالتنسيق مع دولة قطر بإقناع ولد الطايع بجدوائية اصدار كتاب يكون بداية لدخوله المعترك السياسي ونفض الغبار عنه بعد العزلة الكبيرة التي عانى منها منذ الإطاحة به قبل 7سنوات من الآن. وبعد إصدار الكتاب بدأت مبادرة جديدة بقيادة بعض الأطر التكنوقراطيين وعسكريين سابقين وقادة حركة التحالف من اجل موريتانيا ديموقراطية في نشاطاتها الساعية في النهاية حسب محللين إلى تمهيد الجو لعودة الرئيس معاوية إلى الساحة كما يحظى الرئيس معاوية بدعاية كبيرة من طرف احد أهم الأحزاب المحاورة للنطام وهو حزب الوئام الذي يضم ابرز حلفائه وأركان نظامه، كما يحظى ولد الطايع اليوم بفضل عمل اقربائه السياسي المستمر لصالحه باحترام ابرز قادة المنسقية الداعية إلى رحيل نظام الرئيس عزيز.. وكان القطريون قد نظموا في السابق لقاءا بينه مع مدير امنه السابق ولد محمد فال الذي أصبح من ابرز قادة المنسقية اليوم.. وقد اشاد كل من رجل الأعمال المعارض المصطفى ولد الإمام الشافعي وقائد الأركان الأسبق ولد بوبكر والنائب عبد الرحمن ولد ميني بحكمة الرئيس ولد الطايع في التعامل مع العديد من الملفات الأمنية والعسكرية وحملوا من يعملون تحته الأخطاء لتي عصفت به كما ذهبت مصادر مطلعة إلى أن رجل الأعمال ولد بعماتو بوساطة من اعلي ولد محمد فال تجاوز كل الخلافات الموجودة بينه مع أسرة أهل الطايع وهو مستعد الآن حسب هذه المصادر إلى دعم أي عمل من شأنه إعادة الاعتبار إلى الرئيس ولد الطايع والإطاحة بالرئيس عزيز، ولا تستبعد المصادر العائلية أن تكون قطر نسقت كل جهودها الساعية إلى إعادة الاعتبار لولد الطايع في موريتانيا مع جهات دولية كامريكا وفرنسا.. وتوجد مصالح معتبرة مشتركة بين قطر وفرنسا في موريتانيا خاصة فيما يتعلق بالأعمال التي تشرف عليها شركة توتال الفرنسية.
سيناريو العودة ؟ تزداد الأوضاع السياسية والاجتماعية في موريتانيا تدهورا يوما بعد يوم منذ وصول الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري كما تقول المعارضة الموريتانية التي تحولت مطالبها من الدعوة الى الحوار الى المطالبة بإسقاط النظام ، ولم تنطلق المعارضة الموريتانية من فراغ في توقيتها لهذه الدعوة وفي رفع سقف مطالبها حين واكبت ما يجري في الدول العربية الأخرى من تغييرات جذرية، بالإضافة إلى الوضع الداخلي المتأزم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية: البطالة، والجفاف، وانعدام السيولة.. وفقدان المواطن الثقة والأمل في الدولة، واختطاف العدالة، وتركز المنافع في الوسط الضيق للرئيس الحالي بشكل أكثر من مكشوف وملفت ودون أسباب شرعية، وتصفية الحسابات السياسية والاجتماعية عن طريق مرفق القضاء المختطف، وانحطاط التعليم والصحة، والزج بالجيش في معركة غير عادلة وخاسرة، والافتقاد إلى قاعدة نخبوية أو شعبية أو أغلبية يستند إليها الرئيس كشريك سياسي يحظى بثقته. بالمقابل تشهد الساحة السياسية حراكا نقابيا وحقوقيا وشبابيا غير مسبوق يهدف في مجمله إلى الإطاحة بحكومة ولد عبد العزيز ونظامه السياسي، بينما تتفرج أغلبية الرئيس على الوضع الخطير كأنها غير معنية بالأمر، وهو سلوك يعيد المراقبون سببه إلى التهميش الذي تعاني منه هذه الأغلبية والاحتقار المستمر الذي تقابل به تحركاتها من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. وسط هذا الجو المشحون تتحدث أوساط مطلعة عن حراك في أوساط المعارضة في الخارج لتشكيل مجلس انتقالي على قرار ما تشهده دول الثورات العربية، وفي ظل هذه الأجواء المتوترة بدأت حركة سياسية يمينية معروفة بولائها المخلص للرئيس ولد الطايع تحركها باتجاه أهم السياسيين الذين يتقاطعون معها في القناعة بضرورة إعادة الاعتبار للرئيس ولد الطايع متخذة من مبرر فتح حوار جديد مع باقي أحزاب المنسقية واجهة للعمل السياسي الممهد والمرتب للحدث الأهم، حيث تزامن تحرك المجموعة مع الإعلان عن كتاب الرئيس ولد الطايع" نجاة العرب" كما أن أطر حزب عادل عبارة عن نخبة من اطر نظام ولد الطايع الذين يتطلعون دائما إلى مستقبل سياسي أفضل من الناحية "البراكماتية" ولايوجد حلم اكبر لديهم من عودة الرئيس ولد الطايع، بالإضافة إلى مجموعة " التحالف من أجل موريتانيا ديموقراطية "موسى فال، ببها ولد أحمد يوره، والداه ولد عبد الجليل، مالوكيف ولد الحسن كابر ولد حمودي.."، فهذه المجموعة معروفة بمكرها السياسي وولائها لولد الطايع وهي التي انتقمت من الجنرالات ايام حكم الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله وحررت وأذاعت مرسوم إقالتهم، فما الذي يراهن عليه هؤلاء في محاولتهم الصعبة لإعادة الاعتبار الى الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع؟ خاصة أن هذه المجموعة معروفة بواقعيتها وخبرتها وحنكتها السياسية وبالتالي لن تغامر بمستقبلها السياسي ووقتها دون وجود ضمانات كافية أو مؤشرات ايجابية لنجاح مساعيها السياسية.
نفوذ رجالات ولد الطايع؟ ويذهب المتابعون لهذا الحراك الساعي لإعادة الرئيس ولد الطايع الى السلطة في البلاد إلى أن هذه العودة تتطلب ضمانات من بعض الجهات الفاعلة في الساحة السياسية الموريتانية داخليا وخارجيا وفي مقدمتها فرنسا، والمؤسسة العسكرية الموريتانية، والمعارضة الداخلية والخارجية، حيث تنتظر ولد الطايع ملفات معقدة ظلت تشكل نقطة قوة نظام الرئيس عزيز في مواجهة هذه العودة، ويقول المتابعون لهذا الشأن عن قرب، أن مجموعة الكادحين بفرعيها اليساري واليميني المواليين لولد الطايع لم تتحرك إلا بعد أن رأت مؤشرات جيدة بالخصوص أهمها الدعم الذي يحظى به الرئيس ولد الطايع من اللوبي الإسرائيلي المؤثر في السياسة الفرنسية والأمريكية على حد السواء، وفي بعض المنظمات الحقوقية الفاعلة في الساحة اليوم والمؤثرة في مسار الملفات الحقوقية والدعوى القضائية المرفوعة على ولد الطايع في المحاكم الغربية، كما أن اغلب ضباط الشرق وادرار وهم شوكة المؤسسة العسكرية بحسب هؤلاء باتوا يتباكون على حقبة ولد الطايع بعد ما عانوا من بعده اشد المعاناة في ظل نظام قائد حرسه الخاص الجنرال ولد عبد العزيز، وهي القناعة نفسها التي يتقاسمها معهم رجال الأعمال الموريتانيين بدءا بابن عم الرئيس الحالي وشريك أهل الطايع التجاري السابق ولد بعماتو ومرورا بأبناء عم الرئيس اهل انويكظ واهل عبد الله و حتى ولد تاج الدين وأبناء الطايع الذين بنوا علاقات حميمة مع مختلف أطياف المعارضة الموريتانية: احمد ولد داداه، واتحاد قوى التقدم، ومسعود ولد بلخير، والشيخ محمد الحسن ولد الددو المستشار الخاص لأهل انويكظ وربما شريكهم المالي حسب البعض، يضاف إلى ذلك كون تنظيم فرسان التغيير تغيرت نظرة قادته للرئيس ولد الطايع كثيرا ويمكن الاعتماد هنا على تصريحات صالح ولد حننه وعبد الرحمن ولد ميني بالخصوص، كذلك تصريح المعارض الكبير ولد الإمام الشافعي خلال الأسابيع الماضية حين قال ان ولد الطايع يتمتع بحس استيراتيجي وامني مرهف في إشارة إلى انه تعامل مع ملف القاعدة بحكمة، وهذه شهادة غير عفوية من شخص له تأثير كبير على المعارضة الموريتانية في الداخل والخارج خاصة تنظيم ضمير ومقاومة ومنظمة بيرام ولد اعبيدي المحرجة للنظام، بالإضافة إلى تنظيم فرسان التغيير، ضف إلى ذلك أن اخطر الضباط الموجودين اليوم خارج الخدمة بفعل قوة عزيز القاهرة مثل الرئيس اعلي ولد محمد فال ومن على شاكلته من الضباط سيكونون أول مستجيب لهذه الخطة لان علاقة الأخير بالرئيس ولد الطايع جيدة وظل صديقا وفيا له حتى بعد مشاركته في الانقلاب عليه، وقد تعززت هذه العلاقة لاحقا في دولة قطر حسب متابعين لهذا الملف، ولايمكن أن يخرج ثناء العقيد عبد الرحمن ولد بوبكر في ألاك على ولد الطايع وتحميل من عملوا معه مسؤولية الفساد الذي شهدت حقبته عن المساعي المؤدية إلى تبييض الرئيس ولد الطايع وتلميعه سياسيا وبشكل ممنهج وهي بمثابة توبة من الانقلاب عليه شخصيا وباسم رفاقه تماما كما تاب النقيب ولد ميني وبعض رفاقه من تحميل ولد الطايع المسؤولية عن الفساد، كما أن هناك حديث مستمر عن تحسن كبير في علاقة المعارض ولد الإمام الشافعي مع رجال أعمال من وسط ولد الطايع قد يكون السبب في إصراره على تقديم الرئيس ولد الطايع في تصريحه السابق على انه الأكثر حكمة في التعامل مع ملف القاعدة، ولن تكو ن هناك فيما يبدو صعوبة كبيرة في إقناع الإسلاميين الموريتانيين للالتحاق بهذا الركب وهم ألد أعدائه السياسيين حتى وان عجز الشيخ الددو عن اقناعهم بذلك، لان سيدة الربيع الإسلامي العربي دولة قطر لن تكون بعيدة عن هذه اللعبة وربما تكون جهات دولية وضعت لمساتها الاخيرة في قطر وقد يكون توقيت نشر كتاب ولد الطايع بتنسيق جيد مع الشركاء المذكورين خاصة وأن الكتاب ركز على تقديم شخصية جديدة لولد الطايع قادرة على التكييف مع منطق الربيع العربي، وداعمة لتوجهات رواده ومتمسكة بالقيم العربية والإسلامية الأصيلة، وهي أمور اذا صدق انها في إطار حملة انتخابية موجهة الى الشعب الموريتاني ونخبه السياسية فإنها ستعزز المكانة التي حظي بها ولد الطايع في شخصيته الأولى لدى الموطن الموريتاني العادي، وستفرض على النخبة اعادة النظر في تقبل شخصية ولد الطايع الجديدة خاصة اذا كان حقا أضاف الى تجربته الكبيرة وخبرته ودهائه لغات جديدة وتجربة أخرى أعمق وثقافة اسلامية أصيلة بمسحة قطرية خليجية، بعد ان وجد فرصة كاملة في معرفة مايريده الموريتانيون، وبعبارة أخرى بعد ان فهم مايريده الشعب الموريتاني. وتذهب أوساط مطلعة أخرى الى ان الأطر المخلصين لولد الطايع ومن بينهم نواب وشخصيات وازنة انتخابيا واجتماعيا قد تجمعوا في حزب الوئام الذي يرأسه بيجل ولد حميد مدير صندوق التأمين في آخر أيام حقبة ولد الطايع ونائبه رجل ولد الطايع الأول لوليد ولد وداد تجمعوا لنفس الأسباب المذكورة آنفا ويعملون الآن وفق مسار موازي استعداد للمساعدة على اي عمل في المستقبل من شأنه أن يؤدي إلى إعادة الاعتبار للرئيس ولد الطايع بأي وسيلة، ويتموقع اليوم أهم وزراء آخر حكومة لولد الطايع في أهم السفارات الموريتانية والإدارات المركزية والمؤسسات الدستورية: قائد اركانه العربي ولد جدين رئيس البرلمان، اصغير ولد امبارك رئيسا للمجلس الدستوري وهو آخر رئيس وزراء في حكومة ولد الطايع ،السفراء الشيخ العافية ولد ببكر كابه ولد اعليوه الخ. بالإضافة الى ابرز رؤساء مجالس الإدارة في الشركات والادارات العمومية وشبه العمومية، وكانت مبادرة شبابية قد جمعت أكثر من عشرة آلاف توقيع تدعو الى عودة ولد الطايع سنة 2008، كما دعا بعض رجال الأعمال من بينهم حابه ولد محمد فال أحد الدَ أعداء ولد الطايع معاوية إلى الترشح لانتخابات 2009 مبديين استعدادهم لدعمه، وجمعت بعض الشخصيات مئات التوقيعات من العمد والمستشارين وقتها استعدادا لترشيحه، كما شهد نواكشوط في وقت سابق مظاهرة كبيرة قدرت بالآلاف تدعو ولد الطايع إلى العودة والترشح كان اغلب المشاركين بها من الشباب، وقام الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الأسابيع الماضية بمحاولة استرضاء أهم الضباط المتقاعدين الموالين لولد الطايع من خلال منحهم رخص لشركات التأمين مما أثار غضب أصحاب الرتب البسيطة المتقاعدين، وتحتل شخصيات سياسية كبيرة ووازنة من وسط ولد الطايع الاجتماعي مكانة مرموقة في أوساط قادة منسقية المعارضة الداعية إلى رحيل ولد عبد العزيز، وحزب "إيناد" وحزب التجمع من أجل الديمقراطية ولد سيدي بابه. ويوجد ولد الطايع منذ الإطاحة به في انقلاب عسكري بالعاصمة القطرية الدوحة وقد تفرغ للقراءة والكتابة ـ بحسب أوساط مقربة منه ـ وحفظ القرآن الكريم الذي درسه على مدرس موريتاني استجلبه من ولاية لعصابة، كما تعلم حسب هذه المصادر اللغة الانكليزية والاسبانية ويتقاضى راتبا كبيرا بوصفه خبيرا واستشاريا في القضايا العسكرية والإفريقية، وقد أصدر منذ شهر كتابا تحت عنوان "نجاة العرب" يتحدث عن الثورات وينتقد بأسلوب روائي ساخر تخلف المجتمعات العربية، ويدعوها للعودة إلى لغتها الأم وحضارتها الأصيلة، مع التشبث بآخر ما وصلت إليه الإنسانية من إبداع في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والتطور العلمي، وهو الكتاب الذي يلقى اهتماما كبيرا هذه الأيام في أوساط النخب الموريتانية مع أن بعض المراقبين يطرحون أكثر من نقطة استفهام أمام توقيت إصدار الكتاب و يرجحون وجود جهة سياسية خلفه .
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire