قال تعالى:" ولا يجرمنكم شنآن قوم علـى ألا تعدلوا أعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون". إن القرءان الكريم والسنة المطهرة هما المرجعان المقدسان, اللذين لا يعتريهما أي شك من قبل أي مسلم , صادق و منصف., أما اجتهاد فقهاء المسلمين فلا تحوز أي قدسية عندنا، لاحتمال عرضة الإنسان للخطأ, ولأيماننا بعدم عصمة, أي مخلوق-: فقيه كان أو مجتهد،
من السقوط في الأهواء والأخطاء. فالفقهاء يجتهدون, وقد ويصبوا أو يخطؤا في بعض الفروع, وهذا هو صلب وأساس الفرق الجوهري بين إنتاجهم والقرءان والسنة المقدسين. ...ورغم ذلك فإننا نرى أن المذهب الملاكي ، هو من أفضل المذاهب الإسلامية, وان إمام دار الهجرة، الإمام مالك رحمه الله, نعده من أعظم وأنزه رواد الفقه الإسلامي, وبالتالي فان تحميله وزر ما عناه الحراطين في موريتانيا من استرقاق, رأي يحتمل الخطأ. واحتمالية خطأه أو قصور رأيه في مسالة أو مسائل فقهية، فرعية لا يرقي إلا مستوى التقليل من الدور الريادي الذي قام به والخدمة الجليلة التي أسداها للمسلمين بتأليف " الموطأ, والذي أمضى في تأليفه ما يقارب الأربعين سنته من الجهد والتمحيص... ونحن الحراطين وغيرنا لا نكون منصفين, إن حاكمناه أو حكمنا على كل أنتاجه العبقري في الفقه , بحجة أننا لا نقبل فهمه لمسالة معينة. قال تعالة: "وإذا حكمتم بين الناس فحكموا بالعدل". فقضية الاسترقاق ليست ركن ولا أصل من أصول العقيدة, ورفضنا, لتأؤيل مسالة فرعية, هو حق لنا,علينا إن نفرضه دونما حيف أو مصادرة, كما أن رفضنا لفرع من فروع المدرسة المالكية أمر يخصنا, وهو حق طبيعي لنا أيضا, ناهك عن أن تأويل أو اجتهاد أحد إتباع هذه المدرسة, لا ينبغي تحميل مسئوليته للمدرسة كلها, ومن المتفق عليه في عقيدتنا, والتي نعتز ونفتخر بها، انه :"من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد واخطأ فله اجر".
إن إحراق بعض كتب هذه المدرسة, من قبل حركة ايرا، هو أمر مؤسف, ولم نكن نتطلع إليه, و قد يضر بنا أكثر مما ينفعنا, ولم نكن نريده أن يسجل في تاريخنا,ولم نكن نرى له من ضرورة أو أي حكمة, يمكن أن تساعدنا في نضالنا ضد الظلم في هذا الوقت . فرفضنا وتحفظنا على هذا التصرف، نابع من إيماننا، من انه:" ولا تزر وازرة وزر أخرى". ومن إدراكنا العميق لضرورة التفريق في المسؤولية, بين من يجب أن نحمله مسؤولية كاملة وبين من لا يجب ....فعلينا أن ألا نصب جام غضبنا على الغير وان لا نتهم من لم يكن طرفا و لا سببا مباشرا في تسلط البيظان علينا. إننا نعتقد جازمين، انه حتى ولو لم تكن هناك" نسخة مالكية", أو بعض الآراء الفقهية، المشرعة للاسترقاق، والتي نحن لسنا ملزمين بقبولها، فان البيظان وبميلهم شبه الفطري للظلم,..ولنمط ثقافتهم وتفكيرهم الموغل في التعالي وازدراء الأخر.. لم يكن ليكون حالهم غير حالهم اليوم ... ".
إن قبولنا أو تغاضينا عن حرق مكون أساسي من ثقافتنا الإسلامية، والتي يجب أن نحترمها ونجلها,حتى وان طرحنا بعضا منها أو تحفظنا عليه، يضعنا في موقف نحن في غنى عنه, و يجعلنا وكأننا نعتبر الاسترقاقيين،الاستعباديين، وكأنهم يمثلون فعلا ديننا, الإسلامي الحنيف, كلا فأنهم لا يمثلونه ولا نقبل تمثيلهم له ولا لغيرهم, فالإسلام اشمل وارحم من ذلك, وهو حقيقة لنا كلنا.
* إننا في معهد الحراطين، لنقر، ان( سبحان من لا يخطأ وان لكل جواد كبوة.)..وعليه.
1- فإننا, باعتبارنا جزء من حركة النضال الأصيلة.. وباعتبارنا شركاء لكل المنظمات المناضلة ضد الرق, وكمعنيين مع غيرنا في الدفاع عن كل المظلومين ... وعلى رأسهم الحراطين الأرقاء, نطالب الأخ المناضل بيرام بالاعتذار لنا و للحراطين عموما أولا وللمناضلين ثانيا, على إقدام تيار الانعتاقية بحرق بعض مراجعنا الإسلامية, والتي لا نحمل استخدام أو استغلال البعض لها أو سؤ استخدامه لها أو تحريفها أو تأويلها للمدرسة المالكية ككل..., فهذه المراجع، هي جهد فقهي، أنساني, فوائده أكثر بكثير من أضراره، إن وجدت, ومن الأهمية بمكان هنا التذكير بان الذي استر ق واستعبد الحراطين في موريتانيا, ليس المدرسة المالكية، ولا الإمام مالك ولا المذهب الملاكي ولا حتى تلك النصوص, بل نزوغ شيطاني’ شوفيني أصاب جماعة من البشر زورت, وداست كل شيء.
* فاعتذر، أيها المناضل المحترم، بيرام، لشعبك المسكين, وتذكر أن الاعتذار, والتراجع, والمراجعة في حالة ورود أمر لا يستساغ, هي من أهم وأقوى أسلحة الحراطين للدفاع عن قضيتهم وتنمية وصقل أساليبنا في المخاطبة.
إن الحراطين وقضيتهم، لا يخدمها وليس في مصلحتهم حرق أي كتاب أو أي مقال ضدهم, كما إننا لسنا بحاجة لخلط الأوراق, ونحن نستعد لعمل أهم وأسمى، فحري بنا أن لا ننشغل في معارك جانبية. وهناك أمر أخر أهم واخطر, وهو أن نتجاهل كل ادعاء فقهي لا نرى انه سليم.
2-إننا نحذر وننبه المرجفين والمنافقين,من محاولة استغلال هذا الحدث ضد بيرام أو ضد قضيتنا المقدسة,-حرية الحراطين, والنضال من اجلها-, فلن نرهب أو نتراجع قيد أنملة عن تحقيق هدفنا، مهما كلف ذلك. فبعض أخطاء ايرا, أو غيرها، في حرق كتاب, أو غيره, وعدم قبولنا, و استحساننا له, لا يعني أننا سنغض الطرف عن الحاقدين والمتربصين لبرام ولكل صوت يطالب بحرية الحراطين, عليه نحذر من تصعيد الوضع بحسابات خطيئة, فليست الدولة التي، دعـى البعض إلى تحملها لمسؤوليتها من سنخضع أو نقبل الاحتكام إلى أفعالها: فهي دولة يحكمها الظالمون ونحن نرفضها ونرفض قوانينها الاستعبادية الظالمة... إننا نأمل أن يفهم ذلك و أن لا ينجرف الصادقون في موريتانيا وراء نبحاح المنافقين.... فحرق بعض المؤلفات وان كنا لا نرضى به, ولكنه في النهاية ليس باسؤ من استعباد ملاين البشر.... لن نقبل أن يكون مبررا للانقضاض علينا, ولتعلموا أننا جاهزون ومستعدون لكل الاحتمالات, وأننا لنحذركم من عواقب هذه الحملة المسعورة والتي في ظاهرها هي احتجاج، لكم ولغيركم، حق التعبير عنه’ ولكن في باطنها كلمة حق يراد بها باطل..انه .الحقد الدفين على لحراطين ومشروعهم الساعي إلى الانعتاق..
عن المعهد: المختار الطيب المختار
أمريكا الشمالية
28أبريل-2012
معهد الحراطين للتنمية والتطوي, مؤسسة, غير حكومية,غير ربحية, تسعى الى توعية الجتمع الدولى عموما والامريكى خصوصا بظاهرة استمرار الرق فى موريتانيا, بغية حشد جهود كل الدول والمنظمات الدولية للاسهام فى القضاء على الرق
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire